تقرير غوتيريش حول الصحراء المغربية يكشف تحولًا دوليًا حاسمًا نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي

علم المغرب وسط الصحراء المغربية مختارات علم المغرب وسط الصحراء المغربية

تقرير غوتيريش يؤكد التزامًا دوليًا متزايدًا بحل سياسي للصحراء المغربية. يدعم التقرير مبادرة الحكم الذاتي كإطار واقعي، مع تجديد الولايات المتحدة والمملكة المتحدة لدعمهما. يرى محللون مغاربة أن التحركات تقودها واشنطن نحو طي النزاع، مع إشارات لقرب فتح قنصلية أمريكية في الصحراء وإجماع دولي على الحكم الذاتي. يربط التقرير التطورات بمصالحة مغربية جزائرية محتملة، وتتوافق مع الرؤية الملكية. المغرب في موقع قوة دبلوماسية، والنزاع يقترب من نهايته.

أكد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، في تقريره السنوي المقدم إلى مجلس الأمن حول الصحراء المغربية، أن الالتزام الدولي بإيجاد تسوية سياسية عادلة ودائمة بات أقوى من أي وقت مضى.

وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة، عبر مبعوثها الشخصي ستافان دي ميستورا، تكثف جهودها لإحياء المسار السياسي، داعيًا إلى استثمار “اللحظة التاريخية” التي يشهدها الملف بعد مرور خمسين عامًا على اندلاعه.

دعم متزايد لمبادرة الحكم الذاتي المغربية

غوتيريش أبرز في تقريره أن موقف القوى الكبرى يتجه بشكل واضح نحو دعم مبادرة الحكم الذاتي المغربية كإطار وحيد وواقعي للحل.

الولايات المتحدة جددت دعمها الكامل لـ”السيادة المغربية على الصحراء”، مؤكدة استعدادها لتسهيل أي تقدم في المفاوضات. أما المملكة المتحدة فوصفت المقترح المغربي بأنه “الأكثر مصداقية وبراغماتية”، متعهدة بتقديم دعم فعّال لجهود الأمم المتحدة.

تحليل مغربي: رسائل أمريكية تمهد لمرحلة جديدة

في قراءة تحليلية لهذا التقرير، يرى عباس وردي، أستاذ القانون العام بجامعة محمد الخامس بالرباط، أن ما يجري اليوم هو أكثر من مجرد دعم سياسي، بل تحول استراتيجي تقوده واشنطن نحو الطي النهائي للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأوضح وردي في تصريح له للقناة الثانية أن هذه التحركات اتجاه قضية الصحراء المغربية تحمل ثلاث إشارات رئيسية:

  1. قرب فتح قنصلية أمريكية في الأقاليم الجنوبية، وهو تفعيل عملي للاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب الصادر في عهد الرئيس دونالد ترامب.
  2. إجماع دولي غير مسبوق حول مشروعية مبادرة الحكم الذاتي المغربية التي تُعتبر اليوم المرجعية الوحيدة المقبولة دوليًا.
  3. توجه مجلس الأمن نحو صياغة قرار أممي جديد بنمط مختلف وأكثر انسجامًا مع رؤية المغرب، خصوصًا وأن الولايات المتحدة هي صاحبة القلم في إعداد هذا القرار.

نحو مصالحة مغربية-جزائرية؟

الأستاذ وردي ربط بين هذه التطورات ورسائل أمريكية مباشرة، تُلمّح إلى قرب مصالحة مغربية-جزائرية وشيكة، خصوصًا بعد تصريحات للرئيس الجزائري عبد المجيد تبون قال فيها إن بلاده “مع أي حل سياسي يعتمده المنتظم الدولي”.

ويرى وردي أن مثل هذا الموقف يُشكل إشارة على تحول في البنية التقليدية للموقف الجزائري، ويفتح الباب أمام مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية، شرط القبول بمبدأ الحكم الذاتي كأرضية لأي تسوية.

دينامية تتقاطع مع الرؤية الملكية

كما أبرز وردي أن هذه الدينامية الدولية تتماشى مع الرؤية الملكية السامية التي عبّر عنها جلالة الملك محمد السادس في خطابه أمام البرلمان، حين أكد أن هذه السنة ستكون “حافلة بالإنجازات والانتصارات المتتالية للمملكة”، ودعا إلى تصعيد الدبلوماسية البرلمانية للتعريف بعدالة القضية الوطنية.

ويعتبر وردي أن الربط بين البُعد الدولي والمبادرات الداخلية في الأقاليم الجنوبية يمثل مفتاح النجاح المغربي في ترسيخ مغربية الصحراء دبلوماسيًا وتنمويًا.

مغرب قوي ورؤية واقعية ترسم المستقبل

كل المؤشرات، سواء من التقرير الأممي أو من التحليلات الأكاديمية، تؤكد أن المغرب بات في موقع قوة دبلوماسية غير مسبوقة. فالعالم اليوم يتحدث بلغة الحكم الذاتي، والواقعية السياسية تتفوق على الخطابات الانفصالية.

ومع تزايد الدعم الدولي، وتحول المواقف الإقليمية، يبدو أن النزاع المفتعل يقترب من فصله الأخير، بما يعزز استقرار المنطقة ويكرس مكانة المملكة كقوة إقليمية صاعدة من طنجة إلى الكويرة.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً