في خطوة عسكرية وصناعية ذات دلالات استراتيجية كبيرة، أعلنت شركة Airbus رسميًا عن إبرام صفقة لتزويد القوات الملكية الجوية بعشر مروحيات Caracal H225M متعددة المهام.
القرار وفق ما كشف عنه “المرصد الأطلسي للدفاع و التسليح” يتجاوز إطار التسلح التقليدي، ويحمل بُعدًا جديدًا ينسجم مع سياسة المغرب الهادفة إلى تعزيز استقلاليته الدفاعية وتطوير قاعدة صناعية مرتبطة بقطاع الطيران العسكري.
مروحيات Caracal H225M… لماذا اختارها المغرب؟
تُعد Caracal واحدة من أقوى المروحيات الأوروبية في مجال العمليات الخاصة والنقل التكتيكي، وتستخدمها جيوش كبرى مثل الجيش الفرنسي. اختيار المغرب لهذا الطراز لم يكن اعتباطيًا، بل نتيجة قدرات عملية متقدمة، أهمها:
- منظومات رادارية وبصرية حديثة للعمل في كل الظروف الجوية.
- تسليح جانبي يوفر حماية أثناء تنفيذ الإنزالات خلف خطوط العدو.
- قدرة كبيرة على نقل القوات الخاصة ووحدات المشاة في العمليات الحساسة.
- أداء عالي في مهام البحث والإنقاذ القتالي.
هذه الخصائص تمنح القوات الملكية الجوية قوة تدخل سريعة تواكب متطلبات الحروب الحديثة والعمليات غير المتناظرة.
تحديث شامل لأسطول المروحيات المغربية
اقتناء المروحيات الجديدة يدخل ضمن خطة أوسع لتحديث أسطول النقل الجوي العسكري للمملكة. وتشير المعطيات المتوفرة إلى أن هذه الصفقة ستتبعها صفقات أخرى مع الولايات المتحدة لتعزيز قدرات النقل الجوي المتوسط والثقيل، ما يؤكد أن المغرب يعيد بناء قدرته الجوية على أسس حديثة تتماشى مع تطور البيئة الأمنية الإقليمية.
مركز صناعي جديد بالمملكة… خطوة تتجاوز الشراء نحو التصنيع
أبرز ما يميز الصفقة هو بُعدها الصناعي. عقد الشراكة مع Airbus يتضمن إنشاء مركز متكامل للصيانة والإصلاح والتجديد (MRO) داخل المغرب، مع إمكانية تصنيع قطع الغيار محليًا.
ما أهمية هذا المركز؟
- تقليص التبعية الخارجية في صيانة المروحيات.
- رفع الجاهزية العملياتية للقوات الجوية من خلال تسريع عمليات الصيانة.
- خلق نواة صناعية للطيران العسكري داخل المملكة.
- جذب زبناء من إفريقيا الغربية، ما يرسخ المغرب كمركز إقليمي لمروحيات Airbus.
- تكوين مهندسين وتقنيين مغاربة بخبرات متقدمة في الطيران العسكري.
بهذه الخطوة، لا يكتفي المغرب بشراء السلاح، بل ينتقل إلى مرحلة تطوير قدرات صناعية سيادية مرتبطة بالدفاع.
ماذا يعني هذا التوجه للمغرب؟
1. تعزيز الردع والجاهزية القتالية
المروحيات الجديدة تمنح المغرب قدرة أكبر على تنفيذ عمليات دقيقة وسريعة، خاصة في البيئات الحدودية والمناطق التي تتطلب تدخلًا جويًا تكتيكيًا فعالًا.
2. تحول نحو “القوة التصنيعية”
امتلاك مركز MRO محلي يعني أن المغرب يدخل نادي الدول التي توفر الصيانة المتخصصة، وهي خطوة قد تتطور في المستقبل نحو تصنيع أجزاء أكبر من منظومات الطيران.
3. استقلالية أكبر في القرار العسكري
كلما كان المغرب أقل اعتمادًا على الخارج في صيانة معداته، ارتفعت حريته العملياتية واستعداده لحالات الطوارئ.
4. تعزيز مكانته الإقليمية
بفضل هذا المركز، سيصبح المغرب محطة أساسية لمروحيات Airbus في غرب إفريقيا، ما ينسجم مع دوره المتصاعد كفاعل أمني وصناعي في المنطقة.
صفقة مروحيات Caracal H225M ليست مجرد تعزيز للمعدات العسكرية، بل هي جزء من رؤية استراتيجية شاملة تهدف إلى رفع الجاهزية القتالية للمملكة وتطوير قاعدة صناعية سيادية في قطاع الطيران العسكري. إنها خطوة أخرى في مسار بناء قوة جوية حديثة وفاعلة، قادرة على مواجهة التحديات الأمنية والإستراتيجية في المنطقة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)