شهد المغرب خلال الأيام الأخيرة ارتفاعاً مفاجئاً وغير مألوف في درجات الحرارة، تجاوزت في بعض المناطق الجنوبية 40 درجة مئوية، وهو أمر نادر الحدوث في شهر أكتوبر المعروف عادة باعتدال أجوائه. هذا التحول الجوي المفاجئ أثار تساؤلات عديدة بين المواطنين حول أسبابه، خاصة مع اقتراب دخول موسم الأمطار والخريف الفعلي.
السبب الرئيسي: المرتفع الصحراوي يفرض سيطرته
وفق معطيات الأرصاد الجوية، يعود السبب الأساسي لهذا الارتفاع غير المعتاد إلى تمركز المرتفع الصحراوي فوق أجواء المغرب خلال الأيام الماضية.
هذا المرتفع يعمل كدرع يمنع وصول الكتل الهوائية الباردة القادمة من أوروبا والمحيط الأطلسي، ويدفع بدلاً منها تيارات حارة وجافة قادمة من عمق الصحراء الكبرى، ما يؤدي إلى ارتفاع كبير في درجات الحرارة، خاصة في الجنوب والجنوب الشرقي للمملكة.
كما ساهم غياب المنخفضات الأطلسية خلال هذه الفترة في استمرار الحرارة المرتفعة، إذ لم تتدخل أي كتل هوائية باردة لتعديل الوضع الجوي كما يحدث عادة في الخريف.
تأثير التغيرات المناخية
يؤكد خبراء المناخ أن مثل هذه الموجات الحرارية المفاجئة في فصول الانتقال (الخريف والربيع) أصبحت أكثر تكراراً خلال السنوات الأخيرة بسبب التغيرات المناخية العالمية.
فارتفاع متوسط حرارة الأرض أدى إلى اختلال في أنماط الضغط الجوي والتيارات الهوائية، ما يجعل بلداناً مثل المغرب أكثر عرضة لموجات حر قصيرة لكن قوية، حتى في فترات يُفترض أن تكون معتدلة.
التغير المناخي لا يعني فقط ارتفاعاً عاماً في الحرارة، بل أيضاً تطرفاً في الظواهر الجوية، حيث يمكن أن تتعاقب فترات من الحر الشديد والبرد المفاجئ أو الأمطار الغزيرة بشكل غير متوقع.
هل ستستمر هذه الموجة؟
بحسب التوقعات الأخيرة، من المنتظر أن تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض التدريجي ابتداءً من السبت 25 أكتوبر 2025، مع عودة الأجواء إلى طبيعتها الخريفية في معظم المناطق.
المناطق الجنوبية والشرقية ستظل أكثر دفئاً نسبياً، لكنها ستشهد تراجعاً ملموساً في الحرارة مع بداية الأسبوع المقبل.
نصائح للتعامل مع الحرارة المرتفعة:
- شرب كميات كافية من الماء للحفاظ على الترطيب.
- تجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس وقت الذروة (من 12:00 إلى 16:00).
- ارتداء ملابس خفيفة والابتعاد عن المجهود الزائد في الخارج.
الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة الذي عرفه المغرب خلال أكتوبر ليس مجرد حالة عابرة، بل يعكس تأثيرات ملموسة للتغيرات المناخية التي بدأت تعيد رسم ملامح الفصول. ومع بداية الانخفاض المرتقب في الحرارة، يبقى من المهم متابعة النشرات الجوية الرسمية والتأقلم مع التحولات المناخية المتسارعة التي يعيشها العالم.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)