هذا عدو الرئيس الجزائري الأول بفرنسا!

الرئيس الجزائري مختارات الرئيس الجزائري

هذا عدو الرئيس الجزائري الأول بفرنسا! وفي التفاصيل، كشفت مجلة “جون أفريك” الفرنسية عن ملامح أزمة غير مسبوقة تعصف بالعلاقات بين الجزائر وفرنسا، محورها هذه المرة ليس رئيس الجمهورية الفرنسية إيمانويل ماكرون كما جرت العادة، بل وزير داخليته برونو روتايو، الذي دخل في صدام علني مع الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، حتى باتت المجلة تصفهما بـ”العدوين اللدودين”.

ورغم تأكيد الرئيس الجزائري المتكرر أن محاوره الوحيد في فرنسا هو الرئيس ماكرون، إلا أن روتايو بات الشخصية الفرنسية الأبرز في المشهد الجزائري، عبر تصريحات ومواقف تصعيدية اعتُبرت ذات خلفيات سياسية واضحة، بل تمثل “مواجهة شخصية” تتجاوز الأطر الدبلوماسية المعهودة.

روتايو، الذي دخل الحكومة الفرنسية في سبتمبر 2024 إثر فشل حل الجمعية الوطنية، سطع نجمه سريعاً كوجه يميني متشدد يتبنى خطاباً واضحا تجاه الجزائر، رغم أن هذا الملف يُدار تقليديًا من قِبل وزارة الخارجية الفرنسية وقصر الإليزيه. ومع غيابه التام عن زيارة الجزائر – بخلاف سلفه دارمانان – اعتمد روتايو في صياغة مواقفه على شخصيات فرنسية تُعرف بعدائها للنظام الجزائري، كالسفير السابق كزافييه دريانكور والكاتب الجزائري الفرنسي بوعلام صنصال، المسجون في الجزائر منذ نوفمبر 2024، في قضية لا تزال تثير توتراً متصاعداً.

تبني روتايو لسياسة “الرد التدريجي” على الجزائر أثار استياء حتى داخل الدوائر الفرنسية، بما فيها وزارة الخارجية وقصر الإليزيه، إذ اعتُبر نهجه تقويضيًا للمساعي الدبلوماسية.

وبحسب “جون أفريك”، فإن دوافع روتايو ليست خارجية فقط، بل داخلية أيضًا، إذ يسعى لاستغلال الملف الجزائري كورقة انتخابية في سباقه نحو رئاسة حزب الجمهوريين، المقررة في مايو، تمهيداً لترشحه المحتمل لرئاسيات 2027. ويركز في حملته على قضايا يعتبرها أساسية للناخب الفرنسي، مثل الهجرة والعلاقة مع الجزائر.

ورغم هذا التوتر، يسعى تبون للحفاظ على خط تواصل مباشر مع ماكرون، إذ صرح في مارس الماضي بأن “مرجعي الوحيد هو الرئيس ماكرون”، في إشارة واضحة إلى تهميش روتايو. غير أن الواقع السياسي يفرض نفسه، خصوصًا بعد حادثة اختطاف للناشط “أمير دي زد” في فرنسا، والتي اتُهمت فيها الاستخبارات الجزائرية، وأعقبتها الجزائر بطرد 12 عنصراً من جهاز الاستخبارات الداخلية الفرنسي (DGSI) كانوا يعملون في سفارة فرنسا بالجزائر.

هذا التصعيد أعاد الأزمة إلى نقطة البداية، وجعل وزارة الداخلية الفرنسية في قلب الملف مجددًا، رغم محاولات سابقة لإقصائها لصالح مقاربة أكثر دبلوماسية من الإليزيه.

وتختم المجلة تقريرها بالإشارة إلى المفارقة التي يعيشها هذا الصراع، حيث يرى بعض الدبلوماسيين أن الرئيس الجزائري، دون قصد، هو “أفضل مروج سياسي” لروتايو، الذي يخوض مواجهة مفتوحة مع الجزائر منذ قرابة عشرة أشهر، ويقدّم نفسه فيها كمدافع شرس عن مصالح فرنسا، في وقت يحاول فيه النظام الجزائري عزله دون جدوى.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً