وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة

وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة دين ودنيا وزارة الأوقاف تعلن موضوع خطبة الجمعة

أعلنت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية عن خطبة الجمعة 06 ربيع الآخر للسنة الهجرة 1447.. موقع “أنا الخبر” يقدم لكم الخطبة كاملة:

بسم الله الرحمن الرحيم وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه خطبة الجمعة ليوم 03 ربيع الآخر 1447هـ الموافق لـ: 26 سبتمبر 2025 «الحرص على تربية الأولاد على الدين وعلى روح المسؤولية في الحياة»

الخطبة الأولى:

الحمد لله الذي خلق الإنسان من نفس واحدة، وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء، نحمده تعالى على نعمه الجُلَّى ومننه الكبرى، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ونشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، أفضل من ربى وعلم، صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وبارك وأكـرم وعظَّــم، وعلى صحابته الكرام الأعلام، ومن تبعهم واقتفى أثرهم في السر والإعلان.

أما بعد؛ فيا معاشر الـمؤمنين والـمؤمنات؛ يقول الله تعالى في محكم تنزيله: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنَ اَنفُسِكُمُۥٓ أَزْوَٰجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ اَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ اَ۬لطَّيِّبَٰتِۖ أَفَبِالْبَٰطِلِ يُومِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اِ۬للَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَۖ[1].

عباد الله؛ كلما حل بنا الـموسم الدراسي الجديد، اِنشغل الناس بما يجب من الإعداد والاستعداد الـمادي والـمعنوي لتسجيل أبنائهم، وتوفير كل الظروف الـملائمة لتهيئتهم لاستقبال عام دراسي جديد، مع التحفيز على الجد والاجتهاد، وفي الوقت نفسه تُطرح أسئلة هامة، تشغل بال الجميع، حول أهمية التربية والتعليم، والغاية من بذل الوسع في الاستثمار في الأولاد؛ بصرف الاهتمام من أجل تكوينهم، وما مدى ثقلِ الـمسؤولية الـملقاة على عاتق الآباء والـمعلمين والأساتذة وسائر الـمربين، وحجمِ الأمانة التي يتحملونها تجاه دينهم ووطنهم وأمتهم؟؛ إذ التعليم والتربية يجب فيهما على الخصوص مراعاة خصوصية ثلاثة أمور: الدين، والوطن، والأمة؛ بحيث تجب التربية والتثقيف والتزكية عليها وفق ما رسخته الثوابت الدينية ومقومات الهوية الوطنية.

وهذا مما تُعنَى به وترشد إليه (خطة العلماء من أجل تسديد التبليغ)، ويعطيها العلماء والـمربون والـمصلحون أهمية كبرى من أجل تَحَمُّلِ الـمسؤولية تجاه الأبناء؛ بما يجب لهم من التربية والتهيئة لتحمل الـمسؤولية في الـمستقبل؛ إذ الأمانة التي تحملها الإنسان ليست مسؤولية جيل أو أجيال، وإنما هي مسؤولية الإنسان إلى آخر الدهر، وتنتقل من جيل إلى جيل، عبر التربية والتعليم والتزكية؛ كما بينه كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم؛ في إخلاص العبادة لله تعالى، وأداء ما للعباد من حقوق.

ومن أهم ما ينبغي الاهتمام به: التربية على روح الـمسؤولية عند العمل في إطار الجماعة، مع الحرص على خدمة الأمة، ومحاربة ما يخالف ذلك من الفردانية والأنانية والعجب بالنفس، وغيرها من الصفات السلبية في الإنسان.

وتربيــــة الأولاد علـــــى جميل الخصـال وجليل القيم، هـــــي أحد مقاصـد الزواج وتكــويــن الأســرة والـمعاشرة الحسنــة التـــــــي أشرنا إليــــها في خطــــــب سابقـة؛ إذ مـــن شروط تكــوين الأسـرة؛ اختيـار الـزوج الصالــح والعيــش في كنف السكـن والـمـــــودة والرحمـة والفضــل، واحترام ما يقتضيـه الـميثـاق الغليــظ؛ كما سمــاه اللـه تعالى في قـولـــه: وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَٰـــقاً غَلِيـظاًۖ[2]

كل ذلك لتهيئة الظروف الـملائمة لتربية الناشئة على الدين والصلاح، وتحمل الـمسؤولية من جيل لآخر.

ولذا جاءت هذه الآيـة من سورة النحل في سياق تعـداد النعم؛ حيث يقول البارئ – جل وعلا – على سبيل الامتنان وشريف الخطاب لأهل الإيمان: وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّنَ اَنفُسِكُمُۥٓ أَزْوَٰجاً وَجَعَلَ لَكُم مِّنَ اَزْوَٰجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُم مِّنَ اَ۬لطَّيِّبَٰتِۖ[3]؛

فالتصريح بلفظ الجلالة في بداية الجملة مفيد للحصر والاهتمام؛ أي الله وحده هو الذي أعطاكم هذه النعم التي من بينها الأزواج الصالحون والصالحات، والأولاد والحفدة البررة الصالحون، والرزق الحلال في الـزواج والـمطعم والـمشرب.

فهذه منن كبرى تستوجب ممن حصلها شكرها؛ ومِن شُكرها التحلي بالـمسؤولية عند التمتع بها، وصرفها في طاعة الله تعالى، مع الاعتراف له بجميل عطائه، وحسن كرمه وآلائه؛ ولذلك نعى على الـمشركين إعراضهم عن الله تعالى بنسيان شكره والاعتراف بفضله، مع الالتفات في الكلام من الخطاب إلى الغيبة؛ إكراما لـمن قابل النعمة بشكرها، وإعراضا عمن أعرض عن الـمنعم بها؛ فقال جل شأنه على سبيل التوبيخ والتأنيب: أَفَبِالْبَٰطِلِ يُومِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اِ۬للَّهِ هُمْ يَكْفُرُونَۖ[4].

عباد الله؛ إن من شكر نعمة الذرية والأولاد تربيتَهم على الدين والقيم الإسلامية، ورعايةَ جميع حقوقهم الـمادية والـمعنوية، وتربيتَهم على تحمل روح الـمسؤولية، والحرصِ على أداء الواجب تجاه وطنهم وأمتهم وكل من له حق عليهم.

نفعني الله وإياكم بقرآنه الـمبين، وبحديث سيد الأولين والآخرين، وغفر لي ولكم ولسائر الـمسلمين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالـمين.

الخطبة الثانية لوزارة الأوقاف

الحمد لله رب العالـمين، الرحمن الرحيم، ملك يوم الدين، والصلاة والسلام على الـمبعوث رحمة للعالـمين، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

أيها الـمؤمنون والـمؤمنات؛

إن من يقرأ كتاب الله تعالى بتدبر وتأمل وفهم سليم، يدرك تمام الإدراك أن الأولاد نعمـة عظمى ومنة كبرى؛ إذ وصف الحق سبحـانـه وتعالى الذرية بأنها هبة منـه سبحانه في كثير من الآيات؛ منــها قوله تعالى على لسـان سيدنا إبراهيــم عليه وعـلى نبيـنا أفضـل الصـلاة والتسليم: اِ۬لْحَمْدُ لِلهِ اِ۬لذِے وَهَـبَ لِے عَــلَى اَ۬لْكِبَرِ إِسْمَٰعِيلَ وَإِسْحَٰقَۖ إِنَّ رَبِّے لَسَمِيعُ ا۬لدُّعَآءِۖ[5].

وقوله تعالى: يَهَــبُ لِـمَـــنْ يَّشَآءُ اِ۪نَٰثاً وَيَهَبُ لـِمَنْ يَّشَآءُ ا۬لذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَٰثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَّشَآءُ عَقِيماًۖ اِنَّهُۥ عَلِيمٌ قَدِيرٌۖ[6].

مما يدل على أن هذا الأمر ملكُه؛ يتصرف فيه كيف يشاء، فلا أحد يشاركه فيه، كما يدل على أن النعمة يجب شكرها لتبقى، وشكر نعمة الأولاد تربيتهم على قيم الدين التي تتجلى في السلوك القويم، وتعليمُهم كتاب الله، وترسيخُ محبة النبي صلى الله عليه وسلم في قلوبهم، والعدلُ فيما بينهم من غير تفضيل بعضهم على بعض ماديا أو معنويا، إلا ما كان له موجب شرعي وحق مرعي، لعجز أو فقر ونحوهما، وحملُهم على حب الخير للغير وعلى الإيثار، وإبرازُ الصدقة في وجوههم، وتكليفُهم بإعطائها لأصحابها تدريبا لهم عليها، وغيرُ ذلك من وسائل تساعدهم على تحمل أعباء الـمـسؤولية والتحلي بروح الواجب والسهر على أدائه.

هذا؛ وصلوا وسلموا على معلم الناس الخير، فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله كلما ذكرك وذكره الذاكرون، وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون، وارض اللهم عن الخلفاء الراشدين؛ أبي بكر وعمر وعثمان وعلي، وعن باقي الصحب أجمعين، وعنا معهم برحمتك وفضلك يا رب العالـمين.

وانصر اللهم من وليته أمر عبادك، مولانا أمير الـمؤمنين، جلالة الـملك محمدا السادس، نصرا عزيزا تعز به الدين، وترفع به راية الإسلام والـمسلمين، اللهم اكلأه بعينك التي لا تنام، واحفظه في جنبك الذي لا يضام، وأقر عين جلالته بولي عهده الـمحبوب، صاحب السمو الـملكي، الأمير الجليل مولاي الحسن، وشد أزر جلالته بشقيقه السعيد، الأمير الجليل مولاي رشيد، وبباقي أفراد الأسرة الـملكية الشريفة.

وارحم اللهم برحمتك الواسعة، الـملكين الجليلين، مولانا محمدا الخامس ومولانا الحسن الثاني، اللهم طيب ثراهما، وأكرم مثواهما، واجعلهما في مقعد صدق عندك، وارحم اللهم آباءنا وأمهاتنا وسائر موتانا وموتى الـمسلمين.

اللهم اهدنا واهد بنا، واجعلنا هداة مهتدين، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماما، واجعل ذريتنا ممن خافك واتقاك، ووفقهم لـما تحبه وترضاه في سرهم وعلانيتهم، وخذ بناصيتنا وناصيتهم إلى كل خير، آمين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على الـمرسلين والحمد لله رب العالـمين.

[1] سورة النحل؛ الآية رقم: 72.

[2] سورة النساء؛ الآية رقم: 21.

[3] سورة النحل؛ الآية رقم: 72.

[4] سورة النحل؛ الآية رقم: 72.

[5] سورة إبراهيم؛ الآية رقم: 41.

[6] سورة الشورى؛ الآية رقم: 46 و47.

المصدر: وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية

التعاليق (0)

اترك تعليقاً