5 رسائل قوية من الملك محمد السادس بعد قرار مجلس الأمن حول الصحراء المغربية

الملك محمد السادس مختارات الملك محمد السادس

بعد قرار مجلس الأمن، 5 رسائل قوية من الملك: 1) مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب. 2) القرار تتويج للدبلوماسية المغربية. 3) الحكم الذاتي هو الحل. 4) شكر ترامب دليل على الوفاء. 5) دعوة للحوار مع الجزائر. الخطاب يؤكد على مغربية الصحراء ويدعو للبناء والتعاون.

في أعقاب مصادقة مجلس الأمن الدولي على القرار رقم 2797 المتعلق بالصحراء المغربية، وجّه جلالة الملك محمد السادس نصره الله خطابًا ساميًا إلى الشعب المغربي، حمل خمس رسائل استراتيجية عكست ثقة المملكة في عدالة قضيتها ورصانة سياستها الخارجية.

وفي قراءة خاصة لموقع أنا الخبر”، يمكن تلخيص أبرز دلالات الخطاب الملكي في خمس نقاط جوهرية تكشف عن ملامح المرحلة المقبلة.

🔹 1. مرحلة فاصلة في تاريخ المغرب

أكّد جلالة الملك محمد السادس أن المغرب يعيش اليوم مرحلة فاصلة في تاريخه المعاصر، وهي عبارة تختصر حجم التحول في ملف الصحراء. فبعد سنوات من العمل الدبلوماسي الهادئ، انتقل المغرب من الدفاع عن قضيته إلى تثبيت شرعيتها دوليًا، في ظل إجماع متزايد على عدالة الموقف المغربي. حيث قال جلاته “إننا نعيش مرحلة فاصلة، ومنعطفا حاسما، في تاريخ المغرب الحديث. فهناك ما قبل 31 أكتوبر 2025، وهناك ما بعده، لقد حان وقت المغرب الموحد، من طنجة إلى لكويرة، الذي لن يتطاول أحد على حقوقه، وعلى حدوده التاريخية”.

🔹 2. قرار مجلس الأمن.. تتويج لمسار دبلوماسي متين

أشاد الملك الملك محمد السادس بقرار مجلس الأمن الأخير، واعتبره تأكيدًا رسميًا على مغربية الصحراء، ونتيجة طبيعية لمسار دبلوماسي مغربي تميز بالحكمة والاستمرارية. القرار يعكس دعم المجتمع الدولي للمبادرة المغربية، ويُكرّس الطرح الوطني كحل وحيد قائم على الواقعية والعقلانية.

وفي هذا قال جلالته “اليوم ندخل، والحمد لله، مرحلة الحسم على المستوى الأممي، حيث حدد قرار مجلس الأمن المبادئ والمرتكزات، الكفيلة بإيجاد حل سياسي نهائي لهذا النزاع، في إطار حقوق المغرب المشروعة”.

🔹 3. مقترح الحكم الذاتي.. رؤية مغربية واقعية

جدّد الملك محمد السادس التأكيد على أن خطة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل الوحيد القابل للتطبيق، موضحًا أن المغرب لا يناقش وحدته الترابية، بل يركز على تنمية الأقاليم الجنوبية وبناء مستقبل مشترك مع شركائه الدوليين.

وقال جلالته في هذه النقطة: “لقد قلت في خطاب سابق، أننا انتقلنا في قضية وحدتنا الترابية، من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير. فالدينامية التي أطلقناها، في السنوات الأخيرة، بدأت تعطي ثمارها على جميع الأصعدة. ذلك أن ثلثي الدول بالأمم المتحدة، أصبحت تعتبر مبادرة الحكم الذاتي، هي الإطار الوحيد لحل هذا النزاع.

كما أن الاعتراف بالسيادة الاقتصادية للمملكة، على الأقاليم الجنوبية عرف تزايدا كبيرا، بعد قرارات القوى الاقتصادية الكبرى، كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا، وروسيا وإسبانيا والاتحاد الأوروبي، بتشجيع الاستثمارات والمبادلات التجارية مع هذه الأقاليم. وهو ما يؤهلها لتصبح قطبا للتنمية والاستقرار، ومحورا اقتصاديا بمحيطها الجهوي، بما في ذلك منطقة الساحل والصحراء”.

🔹 4. شكر ترامب.. دلالة سياسية لافتة من الملك محمد السادس

في بادرة محمّلة بالمعاني، وجّه جلالة الملك محمد السادس شكرًا للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تقديرًا لقراره سنة 2020 بالاعتراف بسيادة المغرب على صحرائه. هذه الإشارة تؤكد وفاء المغرب لمن يسانده في قضاياه المصيرية، وتعكس متانة التحالف المغربي-الأمريكي الذي يتجاوز الحكومات ويستند إلى رؤية استراتيجية طويلة الأمد.

كما وجه شكره لعدد من الدول الصديقة وقال: ولا يفوتنا هنا، أن نتقدم بعبارات الشكر والتقدير لجميع الدول، التي ساهمت في هذا التغيير، بمواقفها البناءة، ومساعيها الدؤوبة، في سبيل نصرة الحق والشرعية. وأخص بالذكر الولايات المتحدة الأمريكية، بقيادة صديقنا فخامة الرئيس دونالد ترامب، الذي مكنت جهوده من فتح الطريق للوصول إلى حل نهائي لهذا النزاع. كما نشكر أصدقاءنا في بريطانيا وإسبانيا، وخاصة فرنسا، على جهودهم من أجل نجاح هذا المسار السلمي. ونتوجه أيضا بجزيل الشكر لكل الدول العربية والإفريقية الشقيقة، التي ما فتئت تعبر عن دعمها، الدائم واللامشروط، لمغربية الصحراء، وكذا مختلف الدول عبر العالم، التي تدعم مبادرة الحكم الذاتي.

🔹 5. دعوة صادقة للحوار مع الجزائر

واختتم الملك محمد السادس خطابه بدعوة الرئيس الجزائري إلى حوار أخوي صادق لتجاوز الخلافات، في مبادرة تجسد روح المسؤولية والنية الصافية للمغرب في بناء مغرب عربي متكامل، حيث قال” أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار. كما نجدد التزامنا بمواصلة العمل، من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل، بين دوله الخمس.

هذا النداء المتجدد يضع الجزائر أمام خيار تاريخي: الانخراط في منطق التعاون بدل العداء، خدمةً لمستقبل الشعوب المغاربية.

إن الخطاب الملكي جمع بين الهدوء والثقة؛ فهو يعلن أن مغربية الصحراء أصبحت حقيقة دولية ثابتة، ويدعو في الوقت ذاته إلى المصالحة والعمل المشترك. إنها مرحلة ما بعد الاعتراف، حيث يتحول التركيز من الدفاع السياسي إلى البناء التنموي وترسيخ الاستقرار الإقليمي.

بهذا الخطاب، يؤكد الملك محمد السادس أن زمن المساومة انتهى، وأن مغرب الغد يدخل مرحلة الثقة والبناء المشترك.


✍️ تحليل خاص – إعداد فريق موقع “أنا الخبر”
تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً