في تصريح لـ"بوريطة"، المغرب يرفض وساطة في خلافه مع الجزائر، مؤكدًا أن الحوار المباشر هو الحل. الملك دعا إلى حوار أخوي. المغرب يرى أن العلاقات ثنائية ولا تحتاج لتدخل خارجي، ويؤمن بعمق الروابط بين الشعبين. هذا الموقف يعكس استقلالية القرار المغربي وثقته في قدرته على حل الخلافات بالحكمة.
في تصريح جديد يعكس وضوح الموقف المغربي وثقته في نفسه، حسم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، الجدل بشأن ما تردد عن وساطة أمريكية محتملة بين المغرب والجزائر.
بوريطة شدد على أن العلاقات بين البلدين لا تحتاج إلى وساطة من أي طرف، لأن “ما كاينش اللي كيعرف الجزائر قد المغرب، وما كاينش اللي كيعرف المغرب قد الجزائر”.
ناصر بوريطة: الملك دعا إلى حوار مباشر دون تدخل
قال ناصر بوريطة في تصريح له خلال لقاء خاص على القناة الثانية، إن الملك محمد السادس كان واضحًا منذ البداية عندما دعا إلى فتح حوار مباشر بين المغرب والجزائر من أجل حل الخلافات القائمة بـ”هدوء ومسؤولية”، بعيدًا عن أي تدخل خارجي.
وأكد أن هذا الموقف نابع من إيمان المغرب بعمق الروابط التاريخية والشعبية بين الشعبين الشقيقين، وبأن الحوار وحده كفيل بتجاوز كل التوترات.
وقال الملك محمد السادس في خطابه أمس بالحرف “أدعو أخي فخامة الرئيس عبد المجيد تبون، لحوار أخوي صادق، بين المغرب والجزائر، من أجل تجاوز الخلافات، وبناء علاقات جديدة، تقوم على الثقة، وروابط الأخوة وحسن الجوار. كما نجدد التزامنا بمواصلة العمل، من أجل إحياء الاتحاد المغاربي، على أساس الاحترام المتبادل، والتعاون والتكامل، بين دوله الخمس”.
رسالة دبلوماسية إلى العالم
تصريحات ناصر بوريطة تُعد بمثابة رسالة واضحة للمجتمع الدولي، مفادها أن الملف المغربي–الجزائري شأن ثنائي صرف لا يمكن لأي قوة خارجية أن تتدخل فيه أو تفرض عليه أجندتها.
كما تُبرز في الوقت نفسه نضج الدبلوماسية المغربية التي ترفض منطق التدويل أو الوساطات الشكلية، وتفضل الحلول الإفريقية – المغاربية الأصيلة.
المغرب يؤكد استقلالية قراره
من خلال هذا التصريح، أعاد بوريطة التأكيد على أن المغرب يتحرك وفق رؤية سيادية ومستقلة، تنسجم مع توجهات الملك محمد السادس الداعية إلى بناء مغرب عربي قوي ومتعاون.
وهو ما يعكس أيضًا ثقة المغرب في مكانته الإقليمية وقدرته على إدارة خلافاته بالحكمة والمسؤولية.
وبهذا الموقف، يوجّه المغرب مرة أخرى رسالة إيجابية للجزائر، مؤكدًا أن الأبواب مفتوحة دائمًا للحوار الصادق والمباشر، دون وسطاء أو ضغوط خارجية، لأن المغرب والجزائر يعرفان بعضهما أكثر من أي جهة أخرى.

التعاليق (0)