في تدوينة حديثة، أعاد حفيظ دراجي، المعروف بتمثيله لخط النظام الجزائري، تسليط الضوء على الوساطة الأمريكية بين المغرب والجزائر، واصفًا إياها بالغموض من جانب واشنطن، وسط صمت رسمي من كلا البلدين. لكن قراءة دقيقة لتصريحاته تكشف أكثر من مجرد غموض: إنها انعكاس مباشر لسياسة الجزائر المتعنتة، مقابل استراتيجية المغرب الواقعية والساعية للحلول العملية.
حفيظ دراجي أشار إلى أن المشروع الأمريكي المحتمل يهدف لخدمة المصالح الأمريكية الاقتصادية والعسكرية، لكنه لم يوضح موقف الجزائر بشكل دقيق، مؤكداً سياسة الحذر والمماطلة التي تعتمدها الجزائر في جميع الملفات الإقليمية.
تصريحات دراجي بهذا المعنى، تُظهر أنها تمثل صوت النظام وليس رأيًا محايدًا، إذ تفصل بين ملف الصحراء وعلاقاتها الثنائية المتوترة مع المغرب، في محاولة لتبرير التعطيل المستمر لأي وساطة أو توافق.
أما المغرب، فقد أكد حفيظ دراجي أن الرباط تعتبر فتح الحدود وفرض خيار الحكم الذاتي خطوات أساسية لإعادة تحريك الاقتصاد وتعزيز التعاون المغاربي. لكن الجزائر، ترى أن هذه الملفات لا تخدم مصالحها الحالية، ما يوضح مرة أخرى تعنتها المتواصل تجاه أي مسعى نحو المصالحة.
من منظور الحقيقة، تصريحات دراجي تؤكد أن الجزائر ما زالت رهينة استراتيجياتها التقليدية، بينما المغرب يسعى بصبر وإرادة سياسية حقيقية لإيجاد حلول عملية ومستدامة، بعيدًا عن الضغوط الإعلامية أو المراوغات الخارجية.
ختامًا، حديث دراجي ليس سوى تذكير بأن الجزائر تُصر على التعنت والمراوغة، في حين يواصل المغرب جهوده الواقعية لتعزيز التعاون المغاربي وبناء الثقة على أسس صلبة، بعيدًا عن الضغوط أو الإملاءات الأجنبية.

التعاليق (0)