غياب نقل مباريات المنتخب المغربي الرديف قبل كأس العرب يثير جدلاً. المدرب السكتيوي يبرر ذلك بـ"خطة سرية" لتقليل المعلومات عن الخصوم، مستندًا لنجاحات سابقة. الجمهور يرى ذلك حرمانًا من المتابعة، مستشهدًا بأهمية كرة القدم للجماهير. النقاش يدور حول أولوية السرية أم حق الجمهور، مع تباين الآراء. النجاح في كأس العرب سيحسم الجدل.
أثار غياب النقل التلفزيوني لمباريات المنتخب المغربي الرديف تساؤلات واسعة لدى الجمهور، خاصة مع اقتراب انطلاق كأس العرب وارتفاع منسوب الاهتمام بعمل المدرب طارق السكتيوي. فبين من يعتبر الأمر “خطة سرية” لتضليل الخصوم، ومن يراه “قراراً يحرم الجمهور من فريقه”، تحولت القضية إلى نقاش رياضي حول حدود السرية في كرة القدم وحق الجمهور في المتابعة.
استراتيجية السكتيوي: العمل في صمت قبل المنافسات
برّر المدرب طارق السكتيوي عدم نقل المباريات الودية بالقول إن استراتيجيته الثابتة قبل كل منافسة هي تقليل حجم المعلومات التي تصل إلى الخصوم. وأوضح قائلاً:
“استراتيجيتي قبل كل منافسة هي تقليل المعلومة عن الخصوم… هذه الطريقة خدمنا بها في الألعاب الأولمبية والشان. إذا بغيتي تكون مفاجأة فالبطولة، خدم في صمت.”
السكتيوي يرى أن المفاجأة عنصر أساسي في المنتخبات المنافسة، خصوصاً في بطولة قصيرة مثل كأس العرب، حيث يمكن لتفاصيل صغيرة أن تغيّر مسار المنافسة.
نتائج قوية في الوديات… لكن بلا جمهور
المنتخب المغربي الرديف واجه جيبوتي يوم السبت الماضي، وفاز عليه بسداسية نظيفة، نتيجة اعتبرها المتابعون رسالة قوية للمنافسين: “حنا واجدين”.
وسيواجه المنتخب نفس الخصم مجدداً في مباراة ودية ثانية غدا الثلاثاء 18 نونبر، في إطار التحضير المكثف للمسابقة.
ويتواجد المنتخب المغربي في المجموعة الثانية إلى جانب:
- السعودية
- الفائز من عمان/الصومال
- الفائز من جزر القمر/اليمن
وتؤكد نتائج الوديات جاهزية الفريق، لكن غياب النقل التلفزيوني جعل الجمهور يعتمد فقط على التسريبات والبلاغات الرسمية.
انتقادات واسعة: الجمهور أولاً أم السرية أولاً؟
قرار السكتيوي لم يمرّ بدون نقاش، إذ ظهرت ردود فعل قوية على مواقع التواصل. أحد المتابعين علّق قائلاً:
“كرة القدم قبل كل شيء موجهة للجمهور… أصبحت صناعة كبرى بفضل المشاهدين. إذا كانت جعبتك فارغة فالأيام ستفضحك.”
آخرون اعتبروا أن سياسة “الإخفاء” ليست من خصائص المنتخبات الكبيرة:
“الفرق الكبرى لا تخشى كشف طريقة لعبها… هل برشلونة وريال مدريد يقومان بهذه الأمور؟”
كما استُحضرت تجربة جمال بلماضي، الذي اعتمد السرية قبل كأس إفريقيا، لكن النتائج لم تكن في مستوى التوقعات.
بين حق الجمهور وضرورات اللعب الحديث
هذا الجدل يطرح سؤالاً مركزياً: هل السرية التكتيكية مبرَّرة في المنتخبات؟
من جهة:
- السكتيوي لديه رصيد من النجاحات عبر نفس المنهج (الأولمبياد – الشان).
- المنتخبات العربية تتبادل تسجيلات المباريات بسرعة، ما يسمح للخصوم بفهم طريقة لعبك بسهولة.
- التجريب في الوديات يحتاج أحياناً للهدوء بعيداً عن ضغط المتابعين.
ومن جهة أخرى:
- المنتخب ملك للجمهور، ومن حقه متابعة مبارياته ونجومه.
- غياب النقل يفتح باب التأويلات والشائعات.
- كرة القدم اليوم صناعة ترفيهية عالمية، والجماهير عنصر أساسي فيها.
الواقع أن المسألة ليست “صواباً أو خطأً”، بل اختيار تكتيكي من المدرب مقابل انتظار الجمهور للوضوح. نجاح المنتخب في كأس العرب سيحدد ما إذا كانت هذه الخطة صائبة أم لا.
وبين السرية التي يراها السكتيوي مفتاحاً للمفاجأة، ورغبة الجمهور في متابعة فريقه، يستمر الجدل قبل كأس العرب. لكن المؤكد أن المنتخب المغربي الرديف يدخل المنافسة بمعنويات عالية بعد فوزه العريض، وبطموح لتأكيد جاهزيته على أرض الملعب حيث تُحسم كل المعارك الحقيقية.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)