صمت “الرياضية” المدوّي: هل المغرب في غفلة عن عرس كأس إفريقيا 2025؟

شعار قناة الرياضية وكأس أفريقيا آراء شعار قناة الرياضية وكأس أفريقيا

صمت "الرياضية" المدوّي يثير تساؤلات حول تغطية كأس إفريقيا 2025 بالمغرب. المقال ينتقد غياب التغطية المتخصصة والحماس للقناة، مقارنة بدول أخرى. يدعو المقال إلى إعلام رياضي محترف يليق بالمغرب ويدعو لـ "منقذ" إعلامي لإنقاذ القنوات من الارتجالية.

في الوقت الذي كانت فيه لندن، عاصمة الضباب، تخطف الأنظار بعرض الكأس والكرة الرسمية لكأس الأمم الإفريقية على شاشاتها العملاقة، لتقدم بذلك صورة مبهرة عن قيمة الحدث المنتظر، كانت شاشتنا الرياضية المحلية، “الرياضية”، تغرق في صمت مطبق. إنه صمت مدوٍ، يكاد يوحي بأن المملكة المغربية ليست هي البلد المضيف لأكبر عرس كروي في القارة السمراء، أو كأن الحدث مجرد مناسبة ثانوية لا تستحق عناء التغطية.

كأس إفريقيا على الأبواب، والترقب الشعبي يبلغ ذروته، لكن “الرياضية” تواصل غيابها التام. لا تغطية خاصة، لا حماس، لا برامج تمهيدية تحليلية تستعرض استعدادات الملاعب والبنى التحتية، ولا استوديوهات مهنية تليق بمقام المغرب الريادي كرويًا وقارياً. إنه لغز محير وصمت غير مفهوم لقناة يفترض، بحكم اسمها وتخصصها، أن تكون هي القلب النابض للحدث الكروي الأهم.

سؤال مؤرق: لماذا لا يليق بنا إلا “الفيد المؤقت”؟

لم يعد المغاربة يجدون تفسيراً مقنعاً لهذا التخاذل الإعلامي. ما الذي يمنع بلداً بحجم المغرب، الذي استطاع بفضل مجهودات جبارة أن يتربع على عرش كرة القدم القارية والعالمية، من أن يتوفر على باقة قنوات رياضية متخصصة ومحترفة تليق به وتواكب الأحداث الضخمة التي يستضيفها؟

مقارنة بسيطة تظهر حجم الفجوة: أغلب دول العالم تمتلك قنوات تلفزيونية تمنح تغطية احترافية ومميزة لمشاهديها، تحول الحدث الرياضي إلى تجربة متكاملة من التحليل والنقاش والتوثيق. أما نحن في المغرب، فلا نملك سوى “فيد مؤقت” لنقل المباريات بعجالة، والذي سرعان ما يعود بنا إلى جحر النمطية والإعادة والمزاجية بمجرد انطفاء الأضواء.

المغرب، بقاعدته الجماهيرية العريضة وتاريخه الكروي الحافل وإنجازاته الحديثة، يستحق إعلاماً سمعياً بصرياً أفضل بكثير مما هو عليه الحال الآن.

دعوة لـ “منقذ” إعلامي: إنقاذ قنواتنا من “وحل الارتجالية”

لقد أثبت فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أنه منقذ الكرة المغربية بلا منازع، حيث انتشلها من وحل التخبط وحولها إلى قوة قارية وعالمية. الآن، وفي خضم الاستعداد لاستضافة القمة الكروية الإفريقية، أصبحنا في أمس الحاجة إلى “منقذ” آخر، لكن هذه المرة في مجال الإعلام.

نتمنى صادقين أمن نرى في المستقبل العاجل منقذاً شغوفاً بالإعلام، منقذاً يمتلك رؤية مهنية واضحة، منقذاً ينتشل قنواتنا من وحل الارتجالية، والمزاجية، وعدم المهنية، والنمطية القاتلة.

احتضان كأس إفريقيا ليس مجرد نقل للمباريات، بل هو فرصة ذهبية لتقديم صورة المغرب المتحضر والمحتفِ بكرته وضيوفه. ونجاح التغطية الإعلامية هو جزء لا يتجزأ من نجاح التنظيم. وعلى “الرياضية” أن تنهض من غفوتها، لتكون في مستوى التحدي والمكانة التي وصل إليها المغرب كروياً. صمتها الحالي هو خسارة لوجهتنا الإعلامية، وإهدار لفرصة تاريخية لن تتكرر إلا بعد سنوات طويلة.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً