دراسة لمعهد واشنطن تشكك بإمكانية تقارب سريع بين المغرب والجزائر رغم مساعي أمريكا. التحليل يرى أن الخلافات عميقة ومتجذرة، تتجاوز قضية الصحراء. الوساطة تواجه تحديات بسبب غياب الثقة وتصلب المواقف. التقرير يوصي بمقاربة تدريجية لبناء الثقة بدلاً من اتفاق شامل، مع التحذير من تداعيات الفشل على الاستقرار الإقليمي.
كشف معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، في دراسة تحليلية حديثة أعدتها الباحثتان سابينا هيننبرغ وسوهيل المديني، عن تشاؤم حيال إمكانية تحقيق اختراق سريع في العلاقات بين الجزائر والمغرب، رغم المساعي الأمريكية المكثفة لتقريب وجهات النظر في شمال أفريقيا.
وبحسب التقرير، فإن الإدارة الأمريكية تراهن على تحقيق تفاهم أولي خلال 60 يوماً فقط، يقوده المبعوث الخاص ستيف ويتكوف، غير أن الطريق يبدو معقداً بسبب تراكمات تاريخية تمتد لعقود، بلغت ذروتها بعد قطع الجزائر للعلاقات الدبلوماسية في غشت 2021، واستمرار إغلاق الحدود منذ سنة 1994، فضلاً عن وقف خط أنبوب الغاز الذي كان يربط البلدين.
وأشار التحليل إلى أن جذور الخلاف لا تقتصر على قضية الصحراء المغربية، بل تمتد إلى تنافس إقليمي مزمن يعود إلى مرحلة استقلال الجزائر سنة 1962، ثم حرب الرمال عام 1963، مروراً بالصراع حول النفوذ في منطقة الساحل. ورغم تجنب البلدين مواجهة عسكرية مباشرة، فإن غياب الثقة العميق يجعل أي وساطة أمريكية تواجه تحديات معقدة.
وأكد التقرير أن تسوية ملف الصحراء المغربية تبقى الشرط الأساسي لأي تقارب، خاصة في ظل تمسك المغرب بمقترح الحكم الذاتي الذي قدمه عام 2007 واعتبرته واشنطن “حلاً واقعياً” وهو اقتراح يدعمه الجميع، إلا أن ذلك وحده لا يكفي لإعادة بناء العلاقات دون معالجة الملفات الأوسع. وفق التقرير.
كما أشار إلى أن مشروع القرار الأمريكي الجديد بمجلس الأمن، الذي يكرس مبادرة الحكم الذاتي كمرجعية، أثار مخاوف جزائرية من تجاهل خيار ما يسمى “تقرير المصير”، ما يعكس استمرار تصلب المواقف من الجانبين. وفق ما قاله التقرير.
ورغم موقع الولايات المتحدة المميز بفضل علاقاتها الاقتصادية والأمنية مع الرباط والجزائر، أوصى التقرير باعتماد مقاربة تدريجية وواقعية، تبدأ بخطوات لبناء الثقة مثل استئناف الرحلات الجوية وفتح المعابر الحدودية، بدلاً من السعي إلى اتفاق شامل وسريع قد يفشل.
وفي ختام التحليل، حذر المعهد من أن فشل الوساطة الأمريكية قد يؤدي إلى مزيد من العزلة الدبلوماسية ويؤثر سلباً على الاستقرار الاقتصادي والأمني الإقليمي، خاصة في ظل تنامي الاعتراف الدولي بموقف المغرب وتراجع قدرة الجزائر على الحفاظ على نفوذها في المنطقة.
🟢 تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)