يشهد المغرب استقرارًا جويًا بسبب سيطرة المرتفع الجوي الأزوري الذي يحجب المنخفضات الجوية. هذا "الحاجز" يدفع المنخفضات نحو أوروبا. التوقعات تشير إلى استمرار الاستقرار، مع احتمال ضعيف لتساقطات محلية في المناطق الجبلية. هناك فرصة لانفلات قطبي قد يكسر هذا الحاجز ويعيد الأمل في الأمطار.
يشهد المغرب في قلب فصل الخريف، وتحديداً مع بداية شهر نوفمبر، استقراراً جوياً غير معهود، يثير تساؤلات المزارعين وعموم المواطنين حول سبب تأخر الأمطار، خاصة وأن المنخفضات الجوية تبدو وكأنها تصل إلى حواف السواحل لتختفي قبل أن تطأ اليابسة. لفهم هذه الظاهرة، يجب علينا تحليل الوضع الجوي الحالي بالاعتماد على خريطة الضغط الجوي والمعطيات الرسمية.
قراءة في خريطة الضغط الجوي: الهيمنة للأزوري

تُظهر خريطة الضغط الجوي المرفقة سبباً رئيسياً لغياب الأمطار فوق المغرب، وهو سيطرة المرتفع الجوي للأزوري.
- موقع المرتفع: يُلاحظ تمركز مرتفع للضغط الجوي (يُرمز إليه بـ H باللون الأحمر) قبالة السواحل المغربية في المحيط الأطلسي، مع قيم ضغط مرتفعة تصل إلى 1021 هكتوباسكال وما حولها.
- تأثيره على المنخفضات: تعمل هذه الكتل الهوائية ذات الضغط المرتفع كـ “درع” أو “حاجز” يمنع المنخفضات الجوية الأطلسية (المُمثلة بخطوط الضغط المنخفض الأخضر التي تتراوح حول 990-1000 هكتوباسكال شمالاً) من التوغل جنوباً وشرقاً نحو اليابسة المغربية.
- مسار المنخفضات البديل: تتجه المنخفضات بدلاً من ذلك إلى الشمال الشرقي نحو أوروبا (بريطانيا، فرنسا، إيرلندا، إلخ) حيث تسود قيم ضغط منخفضة (يُرمز إليه بـ L باللون الأزرق). هذا يفسر وصولها لحواف السواحل ثم اختفاءها أو انحرافها دون أن يستفيد منها المغرب.
التوقعات الرسمية والإنفلاتات القطبية
تؤكد التوقعات الرسمية للجهات المختصة هذا الاستقرار الجوي، حيث أعلنت أن الفترة الممتدة من الأحد إلى الخميس ستتميز بـطقس مستقر، مع ظهور سحب عابرة فقط مساء الأربعاء والخميس فوق الواجهة المتوسطية وشمال غرب البلاد.
دور الكتل الهوائية الباردة والتضاريس
رغم الاستقرار العام، أوضحت الأرصاد الجوية الوطنية نقطة مهمة تتعلق بالتساقطات المحلية:
- الرفع الحراري: تساهم الكتل الهوائية الباردة في الأجواء العليا من الغلاف الجوي في تعزيز الرفع الحراري وتطور السحب الركامية، خاصة فوق المناطق الجبلية كـالريف والأطلس.
- الدور التضاريسي: تلعب التضاريس دوراً حاسماً، حيث يؤدي الرفع الجبلي إلى تكاثف إضافي للرطوبة، مما ينتج عنه زخات محلية، وقد تكون أحياناً مرفوقة ببعض العواصف الرعدية. هذه تساقطات تكون ذات طابع محلي وليست شاملة.
انفلات قطبي محتمل
تُشير المعطيات الجوية أيضاً إلى احتمال بـ30% لحدوث “انفلاتات قطبية” (أو تيار هوائي قطبي بارد) في الثلث الثاني من شهر نوفمبر. هذه الظاهرة، إن حدثت، يمكن أن تدفع بالكتل الهوائية الباردة إلى الجنوب، مما قد يكسر حلقة الضغط المرتفع ويسمح للمنخفضات الجوية بالتوغل أو بتكوين جبهات هوائية نشطة، وهو ما قد يعيد الأمل في تساقطات مطرية واسعة.

الخلاصة: انتظار كسر الحاجز
باختصار، يرجع السبب الرئيسي لـانقطاع الأمطار في هذا الوقت من الخريف إلى سيطرة المرتفع الجوي للأزوري قبالة السواحل، والذي يحول دون وصول المنخفضات الأطلسية إلى الأراضي المغربية.
المغرب حالياً يعيش حالة “انسداد جوي” تتطلب حدوث تغيير كبير في توزيع الكتل الهوائية، كوصول كتلة هوائية باردة أو انفلات قطبي متوقع، لـكسر هذا الحاجز والسماح للأجواء الممطرة بالوصول إلى اليابسة.
- تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)