في لحظة تكاد تُشبه الانطلاقة الرمزية لمسار جديد، أكد فوزي لقجع أن كأس أمم إفريقيا (CAN 2025) ليست مجرد بطولة قارية تُنظَّم ثم تُطوى صفحتها، بل خطوة أولى ضمن ورش ضخم يمتد إلى ما بعد مونديال 2030، ويُعيد رسم صورة المغرب كقوة رياضية وسياحية وإنسانية على المدى البعيد.
أكثر من بطولة… رؤية وطن يتغيّر
في كلمته خلال إطلاق حملة “المغرب، أرض كرة القدم” أوضح لقجع اليوم الربعاء 19 نونبر الجاري، أن تنظيم الكان ليس حدثًا رياضيًا فقط، بل مشروع تعبئة وطنية تشترك فيه المؤسسات والفاعلون والقطاع الخاص والمتطوعون، في دينامية تهدف إلى تحويل البطولة إلى احتفال إنساني وثقافي يجمع الحضارات على أرض المغرب.
هذه الرؤية تعكس — بحسب رئيس الجامعة الملكية فوزي لقجع — صورة بلد استطاع عبر التاريخ أن يجعل من كرة القدم رافعة لتلاقي الهويات الإفريقية والمتوسطية والعربية والأمازيغية، ومجالًا لتجسيد الثقة التي راكمها المغرب في تنظيم الأحداث الكبرى.
15 ألف متطوع… علامة على حجم التعبئة
من بين المؤشرات البارزة على ضخامة الحدث، الإعلان عن تعبئة 15 ألف متطوع، بينهم 1500 شاب من القارة الإفريقية، وهو ما يقدم صورة مختلفة للبطولة: فضاء للتقارب، وفرصة للشباب لتجربة دولية غنية فوق أرض مغربية.
السياحة + كرة القدم… تحالف استراتيجي
أشرف فائدة، المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، استعرض جانبًا مهمًّا يغيب عن النقاش العام: كيف تُستثمر البطولة لتعزيز صورة المغرب كوجهة عالمية؟
الاتفاقية التي تجمع المكتب والجامعة تُحوّل CAN 2025 إلى منصة لترويج المقومات السياحية، انطلاقًا من:
- ورشات عمل إفريقية جمعت منظمي الرحلات والمهنيين المغاربة.
- حملات ترويجية خاصة بالجالية في أوروبا.
- التحضير لجسر جوي واسع يجعل من المغرب نقطة وصل للقارة.
- إشراك مؤثرين وصناع محتوى من 24 بلدًا بهدف إبراز المدن الست المحتضنة والبنيات الرياضية.
هذه الخطوات تشير إلى أن المغرب يتعامل مع البطولة بمنطق “صناعة الصورة” وليس فقط “احتضان المباريات”.
الفيفا والكاف… إشادة ذات دلالات
لم تكن مداخلات الفيفا والكاف بروتوكولية فقط؛ فقد اعتبر الأمين العام للفيفا أن المغرب أصبح “بلدًا للضيافة الإفريقية” باحتضانه لسنوات مباريات منتخبات لا تمتلك ملاعب معتمدة.
أما الكاف، فشدّد على أن نسخة 2025 تسير لتكون الأفضل في تاريخ البطولة، موجها شكرًا خاصًا للملك محمد السادس على المنشآت ذات الطابع العالمي.
الحملة الترويجية… المغرب بعيون سينمائية
الشريط الترويجي لحملة “المغرب، أرض كرة القدم” يقدم المملكة بصورة شاعرية: ملاعب حديثة، مدن نابضة بالحياة، وتقاليد تعكس عمق الذاكرة المغربية.
الحملة ستُبث في أكثر من 10 أسواق دولية، مع خطة انتشار واسعة داخليًا عبر التلفزيون والصحافة والملصقات والإذاعة.
لماذا يراهن المغرب بهذه القوة على CAN 2025؟
1. اختبار قبلي لمونديال 2030
المغرب يرغب في تقديم نموذج كامل للتنظيم، يثبت جاهزيته لشراكة المونديال.
2. تعزيز القوة الناعمة للمملكة
الرياضة أصبحت أداة دبلوماسية، والمغرب يدرك وزن الصورة التي تبنيها الأحداث الكبرى.
3. تنشيط الاقتصاد والسياحة
الفنادق، النقل الجوي، الاستثمار في البنية التحتية… كلها قطاعات مستفيدة.
4. ترسيخ المغرب كقلب لكرة القدم الإفريقية
احتضان مباريات إفريقية منذ سنوات جعل المملكة نقطة ثقة إقليمية.

التعاليق (1)
ما يحز في النفس، أن قنوات الاعلام العمومي ، ليس نشطا و لا يواكب هذا الزخم من النشاط التقافي و الرياضي الدي يعرفه المغرب. عندما ترى القنوات الاعلامية الرياضية القطرية و خاصة قنوات الكأس تعرف الفرق.