لماذا يُواجه المنتخب المغربي صعوبات في الضغط العالي رغم التطور بعد المونديال؟

أوناحي لاعب المنتخب المغربي أمام الموزمبيق/ المصدر: الجامعة رياضة أوناحي لاعب المنتخب المغربي أمام الموزمبيق/ المصدر: الجامعة

بعد مونديال 2022، تحوّل المنتخب المغربي لأسلوب الضغط العالي. رغم إيجابياته (قطع الكرات، فرص تسجيل)، يعاني من: اعتماد على لاعبين محددين، سهولة تجاوز الخصوم للضغط، عدم تزامن الخطوط، ومساحات خلف الدفاع. يحتاج المنتخب للياقة، شراسة، وتنسيق لتحسين الضغط، معالجة هذه التفاصيل ضرورية لفرض الإيقاع.

منذ المشاركة التاريخية ل “المنتخب المغربي” في مونديال قطر 2022، لاحظ المتتبعون تحوّلًا تدريجيًا في فلسفة اللعب. لم يعد “الانتظار ببلوك متوسط” الخيار الأول، بل اتجه وليد الركراكي نحو أسلوب أكثر جرأة: الضغط العالي High Press ومحاولة افتكاك الكرة مبكرًا لإرباك الخصم ومنعه من بناء الهجمة.

هذا التحول يمنح المنتخب قوة هجومية إضافية، لكنه يضعه أيضًا أمام تحديات وصعوبات تظهر بوضوح في بعض المباريات، آخرها أمام موزمبيق.

فيما يلي تحليل شامل يقترب أكثر من جوهر المشكلة: لماذا نضغط؟ كيف نضغط؟ ولماذا لا ننجح دائمًا؟

أولًا: ما الذي تغيّر بعد المونديال؟

بعد كأس العالم، بدأ المنتخب المغربي يرفع تدريجيًا نسق الضغط، بمختلف أشكاله:

1. ضغط رجل لرجل في الثلث الأوسط

أمام موزمبيق مثلًا، اختار المنتخب مواجهة الخصم في مناطقه مبكرًا:

  • مراقبة رجل لرجل في الوسط.
  • تسريع الضغط عند خروج الكرة للأطراف.
  • ضغط أقوى عند إعادة الكرة للحارس.

2. إيجابيات واضحة

هذا الأسلوب مكن المنتخب من:

  • حرمان الخصم من إيجاد إيقاع اللعب.
  • قطع العديد من الكرات في وضعيات خطيرة.
  • خلق فرص تسجيل مباشرة بعد الاسترجاع.

ثانيًا: أين يكمن الخلل؟ ولماذا لا يظهر الضغط دائمًا فعالًا؟

رغم التحسن، ما زال المنتخب يعاني من مشاكل جوهرية تُفقد الضغط قيمته:

1. اعتماد كبير على بعض اللاعبين فقط

قدرتنا على الافتكاك تبقى مرتبطة ببعض الأسماء، وأبرزهم:

  • سفيان أمرابط: القلب النابض للضغط والافتكاك والثنائيات.
    عند غيابه أو انخفاض مستواه، ينخفض مستوى الضغط بشكل واضح.

2. الخصوم يتجاوزون الضغط الأول بسهولة

الأرقام تُظهر أن عدد الكرات المسترجعة في الثلث الهجومي يبقى “متوسطًا”، لأن:

  • وصول لاعبي المنتخب المغربي للضغط يكون متأخرًا.
  • غياب الشراسة البدنية المطلوبة.
  • عدم إغلاق زوايا التمرير بسرعة.

3. مشكلة التزامن بين الخطوط

الضغط العالي ليس مجرد ركض… إنه “هجوم جماعي بدون كرة”. أي تأخر أو تردد من لاعب واحد يجعل البناء الدفاعي كله ينهار.


ثالثًا: لماذا يشكل الضغط العالي مخاطرة على المنتخب المغربي؟

1. المساحات خلف الدفاع

عندما يتقدم الفريق للضغط، فإنه يترك خلفه مساحة (Space behind the defensive line) من السهل استغلالها:

  • أي تمريرة عمودية تضرب الدفاع مباشرة.
  • المهاجم تكون له أفضلية الانطلاق.
  • المدافع يجد نفسه في سباق سرعة بدأه متأخرًا وبوضعية جسد سيئة.

2. خط الدفاع هو أول ضحية

إذا حدث خلل بسيط في منظومة الضغط، فإن:

  • الدفاع يتعرض لهجمات عكسية خطيرة.
  • المدافعون يُجبرون على جريّ مسافات طويلة للخلف.
  • الأخطاء الفردية تصبح مكلفة للغاية.

3. الضغط العالي يحتاج للياقة وشراسة وتنسيق

وهي عناصر لا تأتي بين ليلة وضحاها، بل تحتاج لمنظومة متكاملة تُكررها المنتخبات الكبرى أسبوعيًا مع لاعبيها في الأندية.


خلاصة تحليلية

المنتخب المغربي يسير في الاتجاه الصحيح:

  • تطوير شخصية اللعب.
  • الضغط عاليًا بدل التراجع.
  • خلق فرص أكثر عبر الافتكاك السريع.

لكن في المقابل:

  • غياب التزامن.
  • تأخر الوصول للكرة.
  • الاعتماد على لاعبين محددين.
  • والمساحات خلف الخطوط…

كلها عناصر تجعل تجربة الضغط العالي “غير مكتملة بعد”.

إذا نجح الركراكي في معالجة هذه التفاصيل، فسيصبح المنتخب أكثر نضجًا وشراسة، وسيقدر على فرض إيقاعه على أي خصم، وليس فقط مجاراة اللعبـ خاصة ونحن على أبواب نهائيات كأس أفريقيا.


  • تم تحرير هذا المقال من قبل فريق موقع “أنا الخبر” اعتمادًا على مصادر مفتوحة، وتمت مراجعته بعناية لتقديم محتوى دقيق وموثوق.

التعاليق (0)

اترك تعليقاً